کد مطلب:241335 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:268

فصل الربیع
قال علیه السلام: أما فصل الربیع فانه روح الزمان [1] و أوله آذار وعدة أیامه ثلاثون یوما و فیه یطیب اللیل والنهار [2] و تلین الأرض [3] و یذهب



[ صفحه 108]



سلطان البلغم، و یهیج الدم، و یستعمل فیه من الغذاء اللطیف واللحوم والبیض ال (نیم برشت) و یشرب الشراب [4] بعد تعدیله بالماء [5] ، و ینقی فیه أكل البصل والثوم والحامض، و یحمد فیه شرب المسهل [6] ، و یستعمل فیه الفصد [7] .



[ صفحه 110]



والحجامة [8] .


[1] لأنه لاعتداله و نمو الأشياء فيه بالنسبة الي سائر اجزاء الزمان كالروح بالنسبة الي سائر الجسد. أو لميله الي الحرارة والرطوبة طبعه طبع الروح.

[2] لاعتدال الهواء فيه و عدم الاختلاف الكثير فيه بين الليل والنهار.

[3] اذ بحرارة الهواء و رطوبته تذهب الصلابة الحاصلة في الأرض من يبس الشتاء، فتنبت فيها الاعشاب، و تذهب سلطنة البلغم المتولد في الشتاء.

[4] أي الشراب الحلال الذي سيأتي ذكره.

[5] بأن يمزج بمقدار من الماء لتقل حرارته.

[6] لتنقية البدن من الفضلات والمواد المحتبسة في الشتاء المتولدة من الأغذية الغليظة و هي لانسداد المسامات محتبسة في البدن، فاذا أثرت حرارة الربيع في البدن حدثت فيها رقة وسيلان فاذا لم يدفع بالمسهل يمكن أن تتولد منها الامراض و الدماميل والأورام و أشباهها.

[7] فصد: يفصد فصدا و فصادا شق العرق و (تفصد الشي ء و انفصد) سال و جري. تقول (جاء يتفصد عرقا).

(الفصد) في الطب هو فتح أحد أوردة الذراع والرجل او غيره. و كان كثير الشيوع عند الاقدمين و هو لا يزال شائعا في بلاد كثيرة من التي يقل فيها الطب العصري. و كان الاقدمون يعدون الفصد من أنجع العلاجات للامراض و قد زال هذا الوهم اليوم لأن الدم عنصر الحياة فلا يجوز التسامح في اخراجه من الجسم، و أصبح الفصد اليوم محصورا في بعض العلل فلا يجوز لأحد عمله الا بأمر من طبيب حاذق. و علي أي حال فلا مناص من مراعاة القوانين الآتية:

1- لا يحتمل الفصد الاطفال و لا الشيوخ كما يحتمله الشبان والكهول الاقوياء.

2- لا يحتمله سكان المدن كسكان الصحاري.

3- لا يحتمله المشتغلون بعقولهم كما يحتمله المشتغلون بأجسادهم.

4- لا يحتمله المنهوكون بالامراض العضالة.

5- لا يجوز عمله للسمان المعرضين لعلل القلب.

6- يفيد الفصد في داء السكتة و التهاب الدماغ الحاد و التهاب الاغشية المصلية و هي غلاف القلب و غلاف الرئتين و البريتون والتهاب الكلية والكبد و غيرها و في التهاب الاغشية المخاطية كفساد الامعاء والشعب الرئوية.

7- و يجوز الفصد للاعانة علي فعل بعض الادوية التي لا تؤثر الا اذا كانت المعدة والامعاء محتقنة و لا سيما اذا كان الدم مشحونا بالميكروبات المرضية المختلفة.

8- و يجوز الفصد ايضا لتخفيف حركات القلب اذا كانت مفرطة و خشي من عطب أحد الاعضاء الرئيسية من جرائها.

و لا يحكم بجواز ذلك الا طبيب عارف و الا تعرض المفصود للعطب.

كيفية الفصد: لا يخص بالفصد وريد دون آخر بل يجوز في أوردة كثيرة منها أوردة ظهر الكف او القدم او الساق او غيرها.

قبل البدء في الفصد تستحضر الاشياء الضرورية له كالاربطة و الاشرطة و منديل للعصب و قليل القطن لسد فوهة الجرح و مبضع حاد لفتح الوريد. و يعمل كما يأتي:

يجلس المريض حيال نافذة أو باب و تربط ذراعه أعلي ثنية المرفق بثلاثة أصابع بشريط يدار حولها مرتين و يشد بحيث يتوقف الدم الوريدي فقط دون الشرياني و اذا كرر أكثر ينتفخ العضو كله فلا يظهر العرق المراد فصده ثم يثني الساعد علي العضد. و بعد تمدد الاوردة يمسك الطرف باليد اليسري و يوضع ابهامها علي الوريد لكي لا يتحرك تحت الجلد ثم يأخذ الجراح المبضع و يمسك نصله قريبا من رأسه و يغرزه عموديا في الوريد بانحراف الي جهة سيره و بعد نفوذه الجلد والعرق ينكس نصابه و ترفع ذبابته فيشق الجذر الظاهر منه و تعمل الفتحة المناسبة فلا تتجاوز الخط. و بعد استنزاف ما يراد استنزافه من الدم تسد الفوهة بالابهام و يرخي الرباط الضاغط و توضع قطنة أو نسالة عليها تثبت بلفافة تدور حول المفصل بحيث تتصالب الادوار علي الجرح ثم تعلق الذراع علي العنق و يوصي المفصود باراحتها ساعات و لا يفك الرباط الا في اليوم التالي او بعده.

اذا أغمي علي من أراد فصده وجب أن يترك حتي ينتبه فيضجع علي ظهره و يرش علي وجهه ماء بارد و ينشق خلا و تفرك أطرافه.

اذا أغمي عليه بعد العمل يوقف الدم و تسد فوهة النافذة بالاصبع و يعمل لافاقته ما ذكر.

و نكرر التنبيه هنا أن هذا ليس من وظيفة حلاق او أي متطبب غير دارس لعلم التشريح و لا يجوز قبل النظر في أمر نفع الفصد في العلة التي يشكو منها المريض.

[8] لما مر من تولد الدم في هذا الفصل و هيجانه، و يقوي مزاج الفصل لظهور الحرارة (فيه) فان الشهر الأول شبيه بالشتاء بارد في أكثر البلاد، و حركة الدم و تولده في هذا الشهر أكبر.